تحسين القراءة

من الشروط الأولية للبحث العلمي كفاءة القراءة , والتمكن من أساليب التقويم اللازمة لاستعرض المادة العلمية . فسوف تضطر الى تخصيص ساعات طويلة للقراءة وأنت تحدد مشكلات البحث وتحللها , وعندما تستعرض المراجع المتعلقة بالمشكلة , ثم , وانت تختار طرق التنفيذ . بل انه يتعين عليك لمجرد مواكبة التقدم في ميدان التربية , أن تفحص عنوانات اهماله منها وما يحسن تصفحه وما تجب قراءته قراءة نافدة . وما دمت ستنفق جانبا كبيرا من عمرك بين الكتب , فمن الحكمة أن تتفق فن القراءة . ويمكنك أن تتجنب الوقوع في بعض أخطاء القراءة الخطيرة بمراعاة الأساليب الأتية ..

استعراض المادة العلمية

ابدأ بتقويم المرجع حتى قبل أن تراه . فقبل أن تكتب بطاقة استمارة مجلة أو كتاب استخلص المعلومات الممكنة عنه من بطاقة الفهرس , او فهرست الدوريات , أو قائمة المراجع أو ما كتب عنه الصحف والمجلات . قائمة مراجع يفيدك . لا تكتب بطاقة استعارة للكتاب اذا دل تاريخه على انه أقدم أو أحدث من أن يفيدك , او اتضح من عدد صفحاته أن معالجته أوسع أو أضيق مما تريد , أو اذا تبينت من عنوانه الرئيسي أو الفرعي أنه يهتم بالجوانب الاجتماعية مثلا وليس بالمعلومات السياسية التي تريدها . اذا لم يكن للمجلة أو الناشر أو المؤلف سمعة علمية طيبة , اسقط هذا المرجع من اعتبارك أيضا . بعد ان تنتقي أهم المراجع المحتملة بالنسبة لموضوعك , لا تنكب عليها مباشرة لتقرأها من الغلاف الى الغلاف . كلمة كلمة . ,واذ كنت معتادا على هذا فأقلع عن هذه العادة غير المفيدة . انها ترف لا يستطيع أي باحث أن يمارسه . تعود على أن تتصفح الكتاب أو المقال لكي تتعرف على محتوياته بسرعة قبل قراءة بعناية . وفي أثناء قراءتك للتصوير والتمهيد والمقدمة لاحظ مجال المرجع وأبعاده . وغرضه واتجاهه الخاص ومعالمه المميزة وافحص قائمة محتوياته ومراجعه واشكاله وملاحقه . واذا ظهر أن المرجع يحتوي لكي تحدد الاجزاء التي تنفعك بصفة خاصة . ثم اقرأ بعناية عنوانات الموضوعات . والجمل الرئيسية والخلاصات . وفي خلال قراءتك دون أرقام الصفحات التي تضم فقرات ذات مغزى خاص , لكي تعود اليها بعد ذلك بتفصيل وتحليل أكثر . ويعاني بعض الباحثين المبتدئين من احساس بالذنب ازاء مسح المادة العلمية وتصفحها بسرعة . فهي من جهة نظرهم . عادة تدل على الاهمال ان لم تكن نوعا من الغش . ويؤمنون بأن القراءة الكاملة المخلصة لكل المراجع من أساسيات الحث العلمي . صحيح أن الدقة في القراءة والتحليل ضرورية , ولكن التمعن الشديد بلا هدف في كل صفحة من الصفحات الكتاب مضيعة للوقت والجهد . اذ يجب أن بقصر الباحث اهتمامه على المادة المتعلقة بعمله . سوف يساعدك المسح السريع لمرجع على تحديد أهم المعلومات التي لتفسير المناقشة . أما القراءة المتأنية فقد تتركك حائرا في متاهة من التفصيلات . من الأسهل عليك أن تفهم المعنى اذا استطعت أن تنسب الفقرات المنعزلة الى الاطار العام للكتاب كله .

 اتقان استخدام دليل المرجع

قبل أن تستخدم أي مرجع , ابحث عما اذا كان المؤلف أو الناشر قد ضمنه بعض الوسائل المعينة أو المعلومات التي تسهل قراءته . حاول أن تجد اجابة عن الأسئلة الأتية . هل رتب المرجع أبجديا أو زمنيا , أو وفقا للموضوعات ؟ هل توجد ملخصات في النهاية كل فصل ؟ هل توجد قائمة بالمحتويات وفهرست للموضوعات أو الاسماء الأعلام . لتسهيل عملية حصر المعلومات ؟ هل يوجد في المرجع مفاتيح , أو رموز أو عبارات تفسيرية . أو صفحات توجيهيه , أو أي بيان بالاصطلاحات , يساعدك على تفسير الاختصارات والرموز وغيرها من المعلومات ؟ هل هذه المعينات موجودة في (مناهج البحث ) باطن الغلاف أو في الصفحات التمهيدية , أو في نهايات الفصول في الملاحق أو بعد كل عنصر جاء ذكره في المراجع مباشرة من الضرورة أن تتعلم تحديد هذه المعينات واستخدامها , اذا أردت الافادة من المرجع الى أقصى حد .

 التأكد من مجال المرجع

 كم يبعث على الضيق أن تكتشف , بعد قضاء دقائق أو ساعات في فحص مرجع , أن لمعلومات المطلوبة قد قصد استبعادها منه , لذلك يجب عليك أن تفحص كل مرجع بدقة , لكي تتجنب مثل هذه الأخطاء . وجه الى نفسك الأسئلة الأتية لكي تتأكد من مدى الفائدة والمعلومات التي يمكن للمرجع أن يقدمها اليك . هل حدد المؤلف أو المحرر حدود المرجع بدقة في العنوان الفرعي أو التصدير أو المقدمة . أو في أي مكان أخر ؟ (قد يذكر كتاب ) أو مجلة , على سبيل المثال أنها قد أوردت ثبتا بالرسائل المطبوعة دون غبر المطبوعة , أو رسائل الدكتوراه وليس الماجستير , أو تقارير البحوث الأمريكية وحدها دون غيرها ) هل يذكر الناشر أن فهارس المجلة تأتي في نهاية كل عدد , أو في عدد سنوي , أو في فهرست معروف للدوريات هل تهل تغطي المجلة موضوعات معينة شهريا , أو في أعداد سنوية خاصة , أ, في فترات أخرى معينة ؟ هل يغطي عدد خاص من الفهرست الدوري السنوات التي تقع فيها المادة العلمية المطلوبة ؟ هل يصدر هذا المطبوع شهريا أو سنويا , أو كل سنتين , أو كل عشرة سنوات ؟ هل توجد ملحقات تصل بالمعلومات الواردة في المرجع الى الوقت الحاضر ؟ ان معرفة مجال الخدمات والمعلومات التي تقدمها المراجع المختلفة يوفر لك وقتا وجهدا ثمينين , ,انت تحاول الحصول على اجابات لتساؤلاتك.

 الانتقاء في القراءة

ينبغي أن يتقن الباحث المبتدئ فن قراءة المادة العلمية اللازمة له فقط وبالقدر الذي يحتاج اليه . فلا مبرر لأن يقرأ الباحث كتابا أو فصلا كاملين لكي يبحث عن الحقيقة يمكن أن يعثر عليها بسرعة في دائرة معارف , أو تقويم أو قاموس . لا يجب عليك أن تقرا ترجمة كاملة لحياة هوراس مان (Horace Mann)لكي تعرف أين ولد مثلا . على العكس من ذلك لا ينبغي أن تقصر بحثك على الكتب البسيطة أو المراجع الثانوية , اذا كنت تقوم بدراسة دقيقة لموضوع ما . يجب الرجوع الى المصادر الأولية كلما أمكن . فقراءة معلومات عن كتاب ما لن تكون كافية أبدا كقراءة الكتاب نفسه . وقد تشبع ترجمة الكتاب أو مخلصه حاجة الفرد في بعض الأحيان ولكن احتمال الخطأ وسوء التفسير موجود دائما في المصدر الثانوي . وفضلا عن ذلك يندر أن تحتفظ الطبعة المعدلة بمذاق الأصل وخصاصه الأصيلة . قد يكون من المفيد أن تقرأ شروحا مبسطة للموضوعات التي تهمك قبل معالجة النقاشات الأكثر شمولا . فقيل أن تبدأ دراسة موضوع جديد أو صعب . يمكنك أن ترجع الى موسوعة أو مرجع مبسط يعطيك فكرة موجزة عنه . واقرأ اذا أمكنك عددا من الكتب الأساسية لأن كل واحد منها سوف يفسر بعض الأشياء بطريقة أكثر تفضيلا ووضوحا من الأخرين ,بعد أن تحصل على هذه المعرفة التمهيدية عن الموضوع يمكنك أن تنتقي عددا من المراجع الأكثر عمقا . وسوف ترشدك الكتب الأساسية الأولى عادة الى المراجع ألأفضل . أذا أردت أن تبحث مشكلة ما , لا تبادر بجمع كل المطبوعات الموجودة في المكتبة عن هذه المشكلة , ثم تعكف على فحصها بعناية . وانما يحسن أن